![[حرب إيران تكشف هشاشة أمن الطاقة الآسيوي والاعتماد على الشرق الأوسط]](https://www.ajil.news/wp-content/uploads/2025/06/إيران-تكشف-هشاشة-أمن-الطاقة-في-آسيا-واعتمادها-على-Naseej-AI.jpeg)
تُراقب أربعاء السوق العالمية، خاصة في آسيا، التصعيد المتزايد في التوترات المتعلقة بإيران بانتباه شديد، حيث تشكل هذه المنطقة أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم. تُظهر بيانات شركة “كيبلر” أن آسيا تستورد أكثر من 80% من إنتاج الشرق الأوسط، مما يجعلها تعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة من المنطقة. في الوقت نفسه، تشهد تجارة النفط تحركات مستمرة، مع احتمال تأثر صادرات الخليج العربي بالاضطرابات، مما يزيد من القلق لدى المستهلكين.
مضيق هرمز: شريان مطلوب للطاقة العالمية
يُعد مضيق هرمز محورًا استراتيجيًا في تجارة النفط، حيث تمر 90% من إمدادات النفط الخام من الشرق الأوسط عبره، وفقًا لوكالة بلومبرج. هذا الممر المائي يمثل عائقًا حاسمًا، إذ يشكل 20% من إجمالي التجارة البحرية العالمية. أي تهديد لأمنه قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة، خاصة في الأسواق الآسيوية التي تعتمد على استمرارية التوصيل.
الصين: أكبر مستورد للنفط الإيراني
تشير التقديرات إلى أن الصين، التي تُعتبر أبرز دولة تكرير في العالم، تستورد نحو 14% من وارداتها النفطية من إيران. ومع ذلك، تشير بعض التحليلات إلى أن الكميات الفعلية قد تكون أعلى، خاصة من خام “مربان” الإماراتي والعماني. هذا الاعتماد يصبح أكثر وضوحًا في ظل التوترات التجارية بين الصين وأمريكا، مما يدفعها لاستكشاف بدائل أمنة.
التحديات في استيراد النفط الخام والوقود
لا تقتصر صادرات إيران على النفط الخام فحسب، بل تشمل أيضًا زيت الوقود ذو المحتوى العالي من الكبريت، الذي يُستخدم في الشحنات البحرية. هذا النوع من الوقود، المعروف بـ”الوقود المستقيم”، يُصَدَّر غالبًا إلى مصافي صغيرة في الصين، مثل “تيبوتوس”، التي تعتمد على نفط إيران لتشغيلها. تزايد الاعتماد على إيران في هذه القطاعات يعكس ضعف الخيارات المتاحة في السوق.
المضيق الإستراتيجي: نقطة ضعف محتملة
رغم أن إيران قد لا تغلق مضيق هرمز فعليًا، إلا أن تهديداتها تُشكّل تأثيرًا كبيرًا على الحركة البحرية. من ناحية أخرى، يُعد مضيق باب المندب، الذي يمر عبره 9% من التجارة العالمية، مناطق حساسة، حيث يشكل حوالي تريليوني دولار من السلع سنويًا. هذا الوضع يدفع التجار إلى مراجعة مساراتهم وتقدير المخاطر المحتملة.
التحديات التي تواجه صادرات النفط الروسية
بعد المقاطعة الغربية لروسيا، توجّهت صادراتها إلى الشرق، لكن هذه الخطوة تواجه صعوبات كبيرة. السفن التي تحمل خام “الأورال” أو منتجات مثل النافتا تواجه خيارين صعبين: مخاطرة العبور عبر البحر الأحمر أو الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، مما يزيد من زمن الرحلة ويؤثر على السعر. تقول سامانثا هارتك من شركة “فورتكسا”: “إذا توقفت صادرات إيران من الغاز النفطي المسال بالكامل، فلن تكون لدى الصين خيارات بديلة حقيقية.”
تحوّلات في سلسلة التوريد العالمية
لدى إيران احتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي، حيث تشارك مع قطر حقلًا عملاقًا. ومع أن معظم الغاز يستهلك محليًا، إلا أن مشتقاته تُصدر إلى الأسواق الدولية. تُعدّ صادرات الغاز النفطي المسال إلى الصين حجرًا أساسيًا في قطاع البلاستيك، حيث تُشكل نسبة 25% من إمداداتها. هذا الاعتماد يُبرز نقاط الضعف التي قد تتفاقم في ظل التوترات الإقليمية.
الاعتماد المتبادل بين إيران والأسواق الآسيوية
العلاقة بين إيران وآسيا لا تقتصر على النفط، بل تمتد إلى الغاز والمنتجات البترولية. مع تراجع التوريدات من أمريكا، تزداد الحاجة إلى مصادر محلية، لكن التحديات الأمنية والجغرافية تعيق هذه العملية. خيارات التوريد تُصبح محدودة، مما يزيد من تأثير أي توترات إقليمية على سلاسل التوريد العالمية.