
في خطوة مذهلة تُغير مفهوم الطيران، كشفت الصين رسميًا عن أول طائرة شحن بدون طيار تعمل بالكامل بأشعة الليزر، وهو تطور يُعتبر مبتكرًا جدًا في مجال الطيران. وُلد هذا المشروع من بحث أكاديمي في جامعة نورث وسترن بوليتكنيك، حيث تخلص الباحثون من الحاجة إلى الوقود التقليدي أو البطاريات، مما يفتح الباب لفكرة الطيران المستمر دون توقف. تقدم هذه الطائرة حلًا ذكيًا يعتمد على استقبال الطاقة من محطة أرضية مخصصة، ثم تحويلها إلى كهرباء مدمجة تُشغّل محركاتها ونظام التحكم.
الطاقة بالليزر:核心技术 في الطيران المستقبلي
يُعتبر نظام استقبال الطاقة بالليزر من أهم مكونات هذه الطائرة، حيث يُلتقط مستقبل الليزر الأشعة المركزة بدقة عالية، موجهة إليه من جهاز إرسال أرضي متخصص. تُحوّل هذه الأشعة إلى كهرباء قابلة للاستخدام عبر أنظمة مدمجة، مما يضمن تشغيل محركات الطائرة وإلكترونياتها بشكل مستمر. كما تضم الطائرة أنظمة تتبع بالليزر تُحافظ على محاذاة دورية بين الطائرة ومصدر الطاقة، مع تفعيل مُعالجات أمان تلقائية في حال حدوث أي تداخل أو انحراف في الشعاع. هذا النظام يُظهر مرونة كبيرة، ويعتبر خطوة قوية نحو تطوير أنظمة طيران آمنة وقابلة للتطوير.
تطبيقات واسعة النطاق في الطوارئ والتجارة
يمكن لهذه الطائرات أن تُحدث تغييرًا جذريًا في استجابة الطوارئ، حيث تتيح نقل الإمدادات الغذائية والطبية إلى المناطق المنكوبة أو المُعزلة على مدار الساعة. في السياقات التجارية، تساهم في خفض تكاليف التوصيل، وتقليل الانبعاثات الكربونية، مما يُعزز من مصداقيتها البيئية. كما تُمكّن شركات النقل من تنفيذ رحلات جوية لا تنتهي دون الحاجة إلى إعادة شحن أو بنية تحتية وقود. من المتوقع أن تُستخدم في التطبيقات العسكرية أيضًا، مثل عمليات إنزال الإمدادات أو مهام الاستخبارات التي تتطلب مراقبة جوية مستمرة، وفقًا للمعلومات المتاحة من موقع Engineerine.
التحديات والفرص المستقبلية
خلال التجارب الأولية، أظهرت الطائرة قدرة على التحليق المستقر والتحكم في الاتجاه حتى عند استقبال الطاقة عبر عدة كيلومترات. كما نجح الفريق في نقل الطاقة عبر الضباب والأمطار الخفيفة، لكن ما زال هناك حاجة لتحسينات لمواجهة الظروف الجوية القاسية. النموذج الأولي يتضمن حجرات حمولة ونظام ملاحة GPS، بالإضافة إلى أنظمة قيادة آلية وتتبع بالأشعة تحت الحمراء لتحديد مصدر الليزر. هذه التقنية تُقدّم بديلًا نظيفًا تمامًا، حيث لا تُنتج ملوثات كيميائية أو انبعاثات كربونية، ولا تُحتاج إلى لوجستيات وقود برية، مما يجعلها خيارًا خالٍ من الانبعاثات للنقل الجوي.
مستقبل الطيران: من الزراعة إلى النقل البحري
يمكن تكييف هذه الطائرات يومًا ما للاستخدام في الزراعة والغابات والنقل البحري، لخدمة المجتمعات المنعزلة أو الجزر النائية التي تواجه صعوبات في الوصول. في الوقت الحالي، تُعتبر الطائرة الصينية في مرحلة النموذج الأولي، لكن الخبراء يتنبؤون بانتشارها على نطاق واسع خلال 5-8 سنوات، شرط تحسينات في دقة الليزر والتكيف مع اللوائح. القطاعات العسكرية والتجارية والإنسانية تراقب هذه التطورات عن كثب، مع تركيز خاص على معايير السلامة الجوية بسبب استخدام الليزر عالي الطاقة.
كيف تُعيد هذه التقنية تشكيل صناعة الطيران؟
رغم التحديات، يُنظر إلى هذه الطائرة على أنها إنجاز تكنولوجي بارز، يُقدّم رؤية جديدة للنقل الجوي. تجدر الإشارة إلى أن أي تحول كبير في هذا المجال يحتاج إلى تعاون بين الباحثين والجهات التنظيمية لضمان مرونة المعايير وسلامة الاستخدام. مع تطوير الأنظمة وزيادة كفاءتها، قد تصبح الطائرات الليزرية جزءًا أساسيًا من أنظمة النقل المستقبلية، مما يُسهم في تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة وحماية البيئة.