
بعد تعثرها في بداية سباق شركات التكنولوجيا الكبرى المحوري للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، حاولت آبل استعادة مكانتها يوم الاثنين خلال مؤتمر المطورين السنوي الذي ركز في الغالب على التطورات التدريجية والتغييرات التجميلية في تقنياتها.
كان حفل ما قبل الصيف، الذي اجتذب آلاف المطورين من حوالي 60 دولة إلى مقر أبل في وادي السيليكون بالولايات المتحدة، خافتًا مقارنةً بالترقب المحموم الذي أحاط بالحدث في العامين الماضيين.
سلطت أبل الضوء على خططها لمزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي المصممة لتبسيط حياة الناس وجعل منتجاتها أكثر سهولة في الاستخدام. كما قدمت لمحة مبكرة عن أكبر إعادة تصميم لبرنامج آيفون الخاص بها منذ عقد.وبذلك، امتنع مسؤولو أبل التنفيذيون عن إصدار وعود جريئة بتحقيق إنجازات كبيرة تخللت المؤتمرات الأخيرة، مما دفع محلل CFRA أنجيلو زينو إلى السخرية من الحدث ووصفه بأنه “غير مجدٍ” في مذكرة بحثية.
في عام 2023، كشفت شركة آبل عن نظارة واقع مختلط لم تكن سوى منتج متخصص، وفي العام الماضي، أعلن مؤتمر المطورين العالمي (WWDC) عن أولى خطواتها الرئيسية في عالم الذكاء الاصطناعي بمجموعة من الميزات الجديدة، أبرزها وعدٌ بتقديم نسخة أذكى وأكثر تنوعًا من مساعدها الافتراضي، سيري – وهو هدف لم يتحقق بعد.
وقال كريج فيديريغي، كبير مسؤولي البرمجيات في شركة آبل، يوم الاثنين في بداية المؤتمر: “احتاج هذا العمل إلى مزيد من الوقت للوصول إلى مستوى الجودة العالية”. ولم تقدم الشركة جدولًا زمنيًا دقيقًا لموعد الانتهاء من تحديث الذكاء الاصطناعي لسيري، لكنها أشارت إلى أنه لن يحدث قبل العام المقبل على أقرب تقدير.
وقال ديبانجان تشاترجي، المحلل في شركة فورستر للأبحاث: “كان الصمت المحيط بسيري يصم الآذان”. لا يمكن لأي قدر من تصحيحات النصوص أو الرموز التعبيرية اللطيفة أن يملأ الفراغ الهائل في تجربة الذكاء الاصطناعي التفاعلية والبديهية التي نعلم أن سيري ستكون قادرة على تقديمها عند جاهزيتها. لكننا لا نعرف متى سيحدث ذلك. نهاية مسيرة سيري تقترب بسرعة، وعلى آبل أن تنطلق بقوة.