عاجل.. عاجل: المرض الصامت الذي يدمر عمود طفلك الفقري… ملايين المراهقين في خطر!

في كل فصل دراسي مكون من 30 طالباً، هناك طفل واحد على الأقل يعيش مع عمود فقري ملتوي دون أن يدري أحد. هذه ليست مبالغة، بل حقيقة طبية صادمة تكشف عن انتشار مرض الجنف بين ملايين المراهقين حول العالم، حيث تشير الدراسات العالمية إلى إصابة ما بين 2% إلى 3% من المراهقين بهذا المرض الصامت.

الجنف، أو انحراف العمود الفقري، يحول الهيكل المستقيم للظهر إلى انحناءات خطيرة على شكل الحروف الإنجليزية S أو C، ويصيب الأطفال والمراهقين في أكثر مراحل نموهم حساسية. والأمر الأكثر إثارة للقلق أن 80% من هذه الحالات تحدث لأسباب مجهولة تماماً، وفقاً للجمعية الأمريكية لجراحي الأعصاب.

يؤكد الدكتور خالد محمد المدني، استشاري جراحة العمود الفقري بمستشفى الملك فهد العام بجدة، أن هذا الانحراف الجانبي غير الطبيعي في الفقرات قد يتطور خفية دون أعراض واضحة في بداياته، ما يجعل اكتشافه تحدياً حقيقياً للأهالي والأطباء.

• الفتيات أكثر عرضة: تشير الدراسات إلى أن الفتيات المراهقات يواجهن خطراً أكبر لتطور انحناءات شديدة تستدعي التدخل الطبي
• التوقيت حاسم: يظهر المرض غالباً بين سن 10 و16 عاماً، في ذروة مرحلة النمو السريع
• انتشار محلي: في المملكة العربية السعودية، تراوح معدلات الإصابة بين 0.16% و0.5% من السكان

يحذر الدكتور أحمد التركستاني، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، من أن الجنف المبكر يحتاج متابعة دقيقة لأن الطفل يكون في أعلى معدلات النمو، مما قد يؤدي إلى زيادة درجة الانحراف بسرعة مقلقة.

متى يصبح الوضع خطيراً؟

تعتمد خطة العلاج على درجة الانحراف المقاسة بالأشعة، حيث يوضح الدكتور المدني أن الانحراف الأقل من 25 درجة يتطلب المراقبة كل ستة أشهر، بينما الانحراف بين 25 و40 درجة يحتاج لعلاج تحفظي بالأحزمة الطبية. أما الحالات التي تتجاوز 40 درجة، فتستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً.

يشرح الدكتور أسعد عبدالله المطوع، استشاري أول جراحة العظام والعمود الفقري، أن الجنف يؤثر على الجهاز التنفسي عندما تتجاوز درجة الميلان 60-70 درجة في منطقة الصدر، مما قد يضغط على الرئتين ويهدد وظائف القلب.

بارقة أمل في العلاج الطبيعي

تطرح الدكتورة دانية باعشن، أخصائية العلاج الطبيعي والتأهيل، حلولاً مبتكرة من خلال برامج علاجية متخصصة تعتمد على تمارين تصحيحية وتقنيات التنفس، مؤكدة أن العلاج الطبيعي المبكر قد يؤخر أو يمنع الحاجة للتدخل الجراحي في كثير من الحالات.

تستخدم طريقة شروث الحديثة تمارين تصحيح ثلاثية الأبعاد وتمارين تنفس موجهة، وقد أثبتت الدراسات قدرتها على تقليل تطور الانحناء وتحسين المظهر الوضعي، خاصة لدى الأطفال والمراهقين.

نصائح للكشف المبكر:

• راقب تناسق الأكتاف أمام المرآة
• لاحظ أي ميلان في القوام أثناء الوقوف
• انتبه لشكوى الطفل من آلام الظهر المتكررة
• احرص على الفحص الطبي كل 6 أشهر خلال فترة المراهقة

مع التطور الكبير في وسائل التشخيص والعلاج، يؤكد الأطباء أن التعامل المبكر والمنهجي مع الجنف يتيح للمصابين فرصة حقيقية لحياة صحية ونشطة دون قيود، شرط عدم تجاهل العلامات المبكرة التي قد تنقذ مستقبل طفلك.