ستة أنظمة حكم انهارت في اليمن خلال عقود متتالية، والمبادرة الجريئة الجديدة تقترح النظام السابع – هكذا لخص المحلل السياسي السعودي عبدالله غانم القحطاني رؤيته الثورية لإنهاء الأزمة اليمنية المزمنة عبر التحول إلى نظام ملكي كطريق للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي.
وفقاً لتحليل القحطاني المثير للجدل، فإن الانهيار المتواصل لليمن ليس مجرد أزمة عابرة، بل نتيجة حتمية لتراكم طويل من التجارب السياسية الفاشلة التي شهدتها البلاد عبر العقود، دون أن تفلح أي منها في إرساء دولة مستقرة أو نظام حكم قادر على الاستمرار.
قد يعجبك أيضا :
استعرض المحلل السعودي سجل الفشل اليمني الطويل الذي شمل تجارب متنوعة بدءاً من الحكم الإمامي، ثم الملكي والجمهوري، وانتهاءً بالقبلية السياسية ومراحل التشطير والوحدة، مؤكداً أن كل تجربة تُوجت بأزمات سياسية وأمنية وانهيارات اقتصادية متعاقبة.
وأرجع القحطاني تعقيد المشهد اليمني إلى التركيبة الديموغرافية والأيديولوجية والجيوسياسية الفريدة للبلاد، في مقابل النجاح الذي حققته الأنظمة الملكية في دول مجلس التعاون الخليجي، معتبراً هذا التباين مفسراً جوهرياً لفجوة التنمية الشاسعة بين اليمن ومحيطه الخليجي المزدهر.
قد يعجبك أيضا :
ولفت إلى مفارقة تاريخية صارخة تتمثل في تسارع دول الخليج نحو مصاف الدول المتقدمة، بينما يواصل اليمن تراجعه رغم امتلاكه موارد بشرية وطبيعية تفوق بعض دول المجلس، محذراً من أن تداعيات هذا التدهور تتخطى الحدود اليمنية لتطال أمن واستقرار دول الجوار.
واستشهد بالتجربة العراقية، موضحاً كيف أن إقرار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعدم جاهزية بلاده للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي تأكد لاحقاً عبر انهيار مجلس التعاون العربي الذي ضم العراق والأردن ومصر واليمن.
قد يعجبك أيضا :
وانتقد ما أسماه بـ“المثالية السياسية المفرطة” التي تتبعها دول الخليج في تعاملها مع الملف اليمني، معتبراً أن احترام خيارات سياسية أثبت التاريخ فشلها مراراً يجعل دول المجلس تتحمل جزءاً من تكلفة الانهيار، مشيراً إلى عجز حتى القوى الدولية الكبرى عن استيعاب تعقيدات البيئة اليمنية أو إيجاد حلول فعالة لها.
وفي ختام تحليله، كشف القحطاني عن مبادرة سياسية جريئة وغير مسبوقة تدعو دول مجلس التعاون إلى تبني مشروع غير إلزامي يحفز اليمنيين، بإرادتهم الحرة، على التحول إلى نظام ملكي منسجم مع طبيعة الحكم في دول الخليج، كمدخل لكسر حلقة الفشل السياسي المفرغة.
قد يعجبك أيضا :
وتستند المبادرة، وفق القحطاني، على ثلاث ركائز استراتيجية:
- التزام دول المجلس بضم اليمن رسمياً فور اعتماد النظام الملكي
- ربط العضوية بتحقيق استقرار دائم ومنع أي انقلابات مستقبلية
- بناء نموذج حكم يحظى بقبول شعبي واسع ينهي إعادة إنتاج الأزمات السياسية المتكررة

