أكدت خبيرة السياحة شيماء بدوي أن الجغرافيا السياحية لمصر تُعد أحد أهم ركائز القوة الاستراتيجية للدولة، لما تتمتع به من تنوع استثنائي يجمع بين عبق التاريخ، وتفرد الطبيعة، وأهمية الموقع الجغرافي، وهو ما يمنح مصر ميزة تنافسية فريدة على خريطة السياحة العالمية.
وأوضحت بدوي، في تصريحات لها، أن مصر من الدول القليلة التي تمتد جغرافيتها السياحية عبر ثلاث دوائر حضارية كبرى، حيث تجمع بين العمق الإفريقي، والامتداد الآسيوي في شبه جزيرة سيناء، والبعد المتوسطي المرتبط بأوروبا، ما يجعلها ملتقى للحضارات والثقافات، ومقصدًا سياحيًا متكاملاً لا يعتمد على نمط واحد من السياحة.
جاء ذلك خلال لقائها ببرنامج «فكرة صح» المذاع على شبكة «أخبار التعليم»، حيث أشارت إلى أن السياحة الثقافية والتاريخية تتركز على امتداد وادي النيل من شماله إلى جنوبه، بدءًا من القاهرة التاريخية بما تضمّه من آثار إسلامية وقبطية، مرورًا بمنطقتي الجيزة وسقارة، وصولًا إلى الأقصر وأسوان، مؤكدة أن مصر تمتلك ما يقرب من ثلث آثار العالم، وهو رصيد حضاري لا مثيل له.
وأضافت أن السياحة الشاطئية والبحرية تمثل بُعدًا جغرافيًا بالغ الأهمية، خاصة في مناطق البحر الأحمر وجنوب سيناء والساحل الشمالي، لما تتميز به من شواطئ متنوعة، وشعاب مرجانية نادرة، ومناخ معتدل على مدار العام، الأمر الذي يجعل مصر وجهة مفضلة للسياحة الترفيهية، والغطس، واليخوت.
كما لفتت إلى أن السياحة البيئية والعلاجية تُعد كنزًا لم يُستغل بالشكل الأمثل بعد، خاصة في واحات الصحراء الغربية وسيوة وعيون حلوان وسفاجا، حيث تتكامل الطبيعة البكر مع المقومات العلاجية والمناخية الفريدة، بما يفتح آفاقًا واسعة لجذب أنماط جديدة من السائحين الباحثين عن الاستشفاء والاسترخاء والسياحة المستدامة.
وأكدت خبيرة السياحة أن الموقع الجغرافي لمصر، المطل على بحرين وتمر به قناة عالمية، يمنحها ميزة استراتيجية كبيرة في سياحة العبور وسياحة الرحلات البحرية (Cruise Tourism)، مشددة على ضرورة تعظيم الاستفادة من هذا الموقع عبر تطوير الموانئ السياحية وربطها بالمقاصد السياحية الداخلية.
واختتمت شيماء بدوي تصريحاتها بالتأكيد على أن مستقبل السياحة المصرية مرهون بتوظيف الجغرافيا السياحية توظيفًا علميًا ومتكاملًا، من خلال التخطيط الإقليمي السليم، وتنويع المنتج السياحي، والترويج الذكي لكل إقليم وفقًا لخصائصه، مشيرة إلى أن مصر لا تحتاج إلى خلق مقومات جديدة، بقدر ما تحتاج إلى إدارة احترافية لما تمتلكه بالفعل من ثروة جغرافية وسياحية فريدة.

