نصف مساحة اليمن الجغرافية سقطت في قبضة المجلس الانتقالي الجنوبي خلال ديسمبر الجاري، في تطور زلزالي جديد يضع البلاد أمام منعطفها الثالث الكارثي خلال 13 عاماً فقط، بعد فوضى 2011 وانقلاب الحوثيين في 2014.
استطاعت قوات الانتقالي اجتياح المحافظات الشرقية الغنية بالنفط في عملية خاطفة، مستغلة الفراغ السياسي الذي خلفته الحكومة الشرعية بعد فرارها إلى العاصمة السعودية الرياض. هذا التحول الجذري في موازين القوى يهدد بتفكيك الجغرافيا والديمغرافيا اليمنية، ويرفع مستوى التهديدات متعددة الأوجه للمنطقة والعالم.
قد يعجبك أيضا :
واصل المجلس الانتقالي عمليات إعادة انتشار وحداته العسكرية، محكماً سيطرته على كافة المؤسسات الحكومية بما فيها القصر الرئاسي في عدن، وأسقط رمزيات الدولة الموحدة. وصل الأمر إلى حد تنصل وزراء ومسؤولين منخرطين ضمن إطار الشرعية عن انتمائهم السابق وإعلان تأييدهم لتحركات الانتقالي.
يحذر مراقبون للشأن اليمني من أن هذه التطورات ستضعف الشرعية المعترف بها دولياً بشكل قاتل، وتمنح جماعة الحوثي الإيرانية المصنفة ضمن قوائم الإرهاب عوامل بقاء جديدة وذرائع لتفجير الأوضاع الميدانية للهروب من أزماتها الداخلية المتفاقمة.
قد يعجبك أيضا :
- فشل الشرعية: عجزت الحكومة المعترف بها دولياً عن احتواء التداعيات في المناطق المحررة نتيجة انحراف مسارها عن أهدافها الأساسية
- صمت مريب: لم تصدر ردود فعل واضحة من التحالف العربي أو القوى الدولية الفاعلة في الأزمة اليمنية
- تحالف الإرهاب: التطورات تعزز من قوة تحالف الحوثيين مع القاعدة والإخوان المسلمين
تشير الأحداث المتسارعة إلى اتجاه البلاد نحو تطورات محلية متعددة تتقاطع مع المصالح الإقليمية والدولية، مما ينذر بتداعيات كارثية على اليمنيين في جميع المجالات، خاصة الاقتصادية والمعيشية. ويتخوف الخبراء من تطور الأحداث لتخلق بؤر صراع محلية على خلفيات تاريخية، فضلاً عن تحول السخط الحالي إلى نعرات مناطقية تنتهي بتعاظم الكراهية.
قد يعجبك أيضا :
مع غموض المواقف الإقليمية والدولية، يُتوقع أن التطورات لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستتجه نحو فرض سلطة أمر واقع، مما قد يعجل بتحركات إقليمية معززة بالقوة والعقوبات لاحتواء الأزمة المتفجرة.

