ثلاثون عاماً مضت منذ آخر لحظة مجد حقيقية للكرة السعودية، والآن يقف الأخضر على بُعد خطوة واحدة من كسر هذا الطوق المرير. هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب، يدرك تماماً أن المنافسة الحقيقية بدأت الآن في كأس العرب، وخططه التكتيكية المحكمة تضع السعودية في موقع قوي لكتابة فصل جديد من التاريخ.
الفرنسي الذكي لا يترك شيئاً للصدفة في ملاعب QWSC المتطورة. بعبقرية لافتة، قسّم رينارد لاعبيه إلى مجموعتين منفصلتين: الأساسيون من مباراة فلسطين خضعوا لتمارين استرجاعية داخل النادي الصحي للحفاظ على لياقتهم، بينما ركزت المجموعة الأخرى على الجاهزية الفنية والبدنية في الملاعب الخارجية.
قد يعجبك أيضا :
هذا التقسيم المدروس ليس عبثياً، بل استراتيجية محكمة تعكس فهماً عميقاً لضغوط المراحل الحاسمة. التدريبات شملت العمل في مربعات مصغرة للضغط السريع والتحول الهجومي، بالإضافة إلى التركيز المكثف على الكرات الثابتة – السلاح الذي قد يحسم المعارك في اللحظات الفارقة.
الوصول لنصف النهائي لم يأت مجاناً. الأخضر تجاوز فلسطين بشق الأنفس 2-1 في الأشواط الإضافية، معركة كشفت نقاط القوة والضعف معاً. مصعب الجوير غيّر وجه اللقاء في الدقيقة 78 بدقة تمرير وصلت 78% مقارنة بـ58% لناصر الدوسري، مما مهد الطريق لأهداف فراس البريكان ومحمد كنو.
قد يعجبك أيضا :
رينارد لا يخفي تحدياته الحقيقية. أبرز ضعف الهجوم بسبب قلة دقائق اللعب في الدوري السعودي، معتمداً على سالم الدوسري كمحور هجومي رئيسي ساهم بأهداف وصناعات حاسمة في المباريات السابقة. حتى غضبه من صالح أبو الشامات لعدم الإسراع في القرارات يكشف عن مدرب لا يقبل بأنصاف الحلول.
الآن، مع حصة ختامية مفتوحة جزئياً للإعلام عند الرابعة مساءً، تكتمل اللوحة الاستعدادية. الأجهزة الطبية تتابع كل تفصيلة في الحالة البدنية للاعبين، والروح المعنوية في أعلى مستوياتها رغم الإرهاق من 120 دقيقة قاسية أمام فلسطين.
قد يعجبك أيضا :
المواجهة القادمة أمام الأردن ستحدد ما إذا كانت السعودية ستعيد إحياء ذكريات 1994 المجيدة أم ستبقى حبيسة حلم لم يكتمل. 180 دقيقة فقط تفصل الأخضر عن تتويج قد يعيد الكرة السعودية إلى منصات التتويج بعد غياب طال لثلاثة عقود كاملة.

