close

عاجل.. الأمطار.. الى متى نبقى ندور في دائرة التبرير

عاجل.. الأمطار.. الى متى نبقى ندور في دائرة التبرير

صراحة نيوز- من بهجت الرواشدة

الأمطار الأخيرة تكشف هشاشة البنية التحتية والحاجة إلى قرارات شجاعة

لم تكن الأمطار الأخيرة حدثًا عابرًا يمكن تجاوزه أو تبريره بالظروف الجوية، بل شكّلت اختبارًا حقيقيًا للبنية التحتية، وكشفت بوضوح حجم الخلل المتراكم عبر سنوات من العمل المرحلي والمعالجات المؤقتة.

ما شهدته الشوارع والأحياء من تجمع للمياه، وتضرر للطرق، وتعطل للحركة اليومية، يعكس هشاشة حقيقية في شبكات التصريف والبنية الأساسية، ويؤكد أن المشكلة لا تكمن في كمية الأمطار بقدر ما تكمن في غياب التخطيط السليم والتنفيذ الهندسي المستدام.

لقد أثبتت هذه الظروف أن الحلول الترقيعية لم تعد مجدية، وأن الاستمرار في معالجة النتائج دون التطرق إلى الأسباب سيُبقي المشهد يتكرر مع كل منخفض جوي، مهما بلغت شدته.

إن المطلوب اليوم هو تبني خطط عملية عاجلة تستند إلى دراسات فنية حقيقية، وتقييم شامل للبنية التحتية، مع تحديد أولويات واضحة للتنفيذ، بعيدًا عن الاجتهادات الفردية وردود الفعل المؤقتة.

كما أن تعزيز الشفافية في طرح العطاءات، ومراقبة التنفيذ، ومحاسبة المقصرين، يشكّل حجر الأساس لأي إصلاح حقيقي، يهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات وضمان استدامة الخدمات.

لقد كانت الأمطار الأخيرة رسالة واضحة وصريحة:
إمّا أن نتعامل معها بجرأة ومسؤولية، ونعالج جذور الخلل،
وإمّا أن نبقى ندور في دائرة التبرير، بانتظار العاصفة القادمة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *