صراحة نيوز-أعلنت الجمعة، مفوضية الاتحاد الأفريقي رفضها التام لأي اعتراف بسيادة “أرض الصومال”، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اعتراف بلاده بأرض الصومال كدولة مستقلة وذات سيادة، عقب توقيع إعلان مشترك مع رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله، في 26 ديسمبر/كانون أول 2025.
ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف في بيان إلى احترام الحدود الأفريقية، مؤكداً أن أي محاولة لتقويض وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه، تحمل تداعيات بعيدة المدى وتهدد السلام والاستقرار في القارة.
أكد رئيس الاتحاد الأفريقي، الذي تتمتع الصومال بعضويته، رفضه القاطع لأي إجراء يهدف إلى الاعتراف بأرض الصومال ككيان مستقل، مضيفاً أن أرض الصومال تبقى جزءاً لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفدرالية.
وأشار نتنياهو إلى أن الاتفاق جاء “بروح الاتفاقات الإبراهيمية”، مؤكداً أن إسرائيل ستسعى لتوسيع التعاون مع أرض الصومال في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد.
رحبت حكومة أرض الصومال بالخطوة، ووصفتها بأنها “تاريخية”، وقد تفتح فصلاً جديداً في مسار العلاقات الدبلوماسية والتعاون الدولي. وأكدت وزارة الخارجية أن إسرائيل اعترفت رسمياً باستقلال “جمهورية أرض الصومال” عقب مؤتمر عبر الفيديو جمع الرئيس محمد عبد الله (سيرو) برئيس الوزراء الإسرائيلي.
أضاف البيان أن الجانبين أكدا حق أرض الصومال في الاعتراف الكامل بالجنسية، والتزامهما ببدء مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية القوية المبنية على أهداف ومصالح مشتركة.
تجدر الإشارة إلى أن الصومال عاش فترات من الحروب الأهلية الطويلة، ما أدى إلى ظهور كيان انفصالي يدعى أرض الصومال، إلى جانب إقليم شبه مستقل آخر يُدعى بونتلاند.
يقع الصومال على الساحل الشرقي لأفريقيا، ويحدّه من الشمال خليج عدن وجيبوتي، ومن الغرب إثيوبيا، والمحيط الهندي شرقاً، وكينيا جنوباً، وكان خاضعاً لسلسلة من السلطنات قبل الاستعمار الأوروبي في القرن الـ19.
استقل الصومال عام 1960 بعد اندماج الأراضي الإيطالية والبريطانية، ليشكل “جمهورية الصومال المتحدة”، قبل أن يشهد انقلاباً عسكرياً عام 1969 بقيادة محمد سياد بري.
شهدت فترة حكم بري التي امتدت 22 عاماً، صراعات وتمردات أنهكت البلاد، وانتهت بالإطاحة به عام 1991، ليبدأ انفصال الجزء الشمالي الغربي عن الصومال تحت اسم “أرض الصومال”.
أعلنت بونتلاند، الواقعة شمال شرقي الصومال، أنها تتمتع بحكم ذاتي لكنها لم تطالب بالاستقلال الكامل، وتشتهر بنشاط القراصنة في الفترة ما بين 2005 و2012، وعاصمتها الإدارية غاروي، والاقتصادية بوساسو.
تشكل أرض الصومال الجزء الشمالي الغربي، تحدها إثيوبيا وجيبوتي وبونتلاند وخليج عدن، وتمتلك نظاماً سياسياً مستقراً نسبياً، وقوة شرطة، وعملة خاصة بها، بينما بقيت غير معترف بها دولياً حتى اعتراف إسرائيل.
بلغت مساحة أرض الصومال نحو 177 ألف كم²، ويبلغ عدد سكانها نحو 5.7 مليون نسمة، وعاصمتها هرجيسا، وهي تتميز باستقرار نسبي مقارنة ببقية مناطق الصومال التي عانت من الفوضى.
وقّعت أرض الصومال في 2024 مذكرة تفاهم مع إثيوبيا تسمح الأخيرة باستخدام أحد الموانئ، وهو ما وصفته الحكومة المركزية في الصومال بأنه “عمل عدواني”.

