أكد أطباء أن الكبد الدهني في مراحله المبكرة ومرحلة ما قبل السكري من الحالات الصحية القابلة للعلاج الكامل، بشرط التشخيص المبكر والالتزام بتغييرات مستمرة في نمط الحياة.
أوضح أطباء متخصصون أن هذه المراحل تمثل إنذارًا استقلابيًا مبكرًا، إلا أن الضرر الخلوي يكون محدودًا وقابلًا للعكس خلال فترة تتراوح بين 6 و12 شهرًا عند الالتزام بإجراءات صحية منتظمة.
تصحيح نمط الحياة مفتاح التعافي
أشار طبيب الباطنية والأمراض الاستقلابية الدكتور فيمال باهوجا إلى أن تقليل الدهون المتراكمة في الكبد وتحسين حساسية الأنسولين يمثلان الركيزة الأساسية للعلاج في هذه المرحلة.
شدد الخبراء على أهمية تصحيح النظام الغذائي من خلال الاعتماد على تغذية منخفضة المؤشر الجلايسيمي وغنية بالألياف، مع الإكثار من الخضراوات والبقوليات والحبوب الكاملة، وتناول الفاكهة باعتدال دون إفراط.
نصح الأطباء بتناول مصادر بروتين صحية مثل العدس والبيض والسمك والجبن، وتقليل الكربوهيدرات المكررة والمشروبات المحلاة والسكريات الخفية في الأغذية المصنعة، مع استبدال الدهون الضارة بزيوت صحية وإدخال المكسرات والبذور الغنية بالأوميجا 3.
أكد المختصون دور النشاط البدني المنتظم في تحسين التمثيل الغذائي وتقليل الدهون بالكبد، من خلال المشي السريع لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا، وممارسة تمارين المقاومة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، إلى جانب زيادة الحركة اليومية وتجنب الجلوس لفترات طويلة.
لفت الأطباء إلى أهمية تحسين جودة النوم وتنظيم الساعة البيولوجية، لما له من تأثير مباشر على مقاومة الأنسولين وتراكم الدهون، مع ضرورة الحصول على 7 إلى 8 ساعات نوم يوميًا والالتزام بمواعيد نوم منتظمة.
حذر الخبراء من تأثير التوتر والإجهاد المزمن على تفاقم الكبد الدهني ومرحلة ما قبل السكري، مؤكدين أهمية ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل بشكل يومي.
أوصى الأطباء بضرورة المتابعة الدورية بعد التشخيص، من خلال قياس سكر الدم الصائم، وتحليل الهيموجلوبين السكري، وفحص إنزيمات الكبد، ومتابعة الدهون الثلاثية ومحيط الخصر بشكل منتظم.
اختتم الأطباء بالتأكيد على أن تغيير العادات اليومية البسيطة، مثل المشي بعد الوجبات وتقليل الكربوهيدرات المكررة وتحسين النوم وإدارة التوتر، يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في علاج الكبد الدهني المبكر واستعادة التوازن الصحي للجسم خلال فترة قصيرة نسبيًا.

