خمسة وسبعون عاماً من العمر وأكثر من أربعة عقود من العطاء الدرامي انتهت في لحظة واحدة – هكذا ودعت سوريا مساء أمس الأربعاء أحد أبرز حراس التراث الشامي، الكاتب والسيناريست أحمد حامد، تاركاً وراءه إرثاً فنياً جعل حارات دمشق القديمة تنبض بالحياة في قلوب الملايين.
أعلنت نقابة الفنانين السوريين في بيان رسمي رحيل صاحب مسلسل “طوق البنات” الشهير، مشيدة بمسيرته الاستثنائية وإسهاماته المتميزة في الدراما السورية. وتوالت برقيات النعي من كبار الفنانين الذين اعتبروا فقدانه خسارة جسيمة للأعمال الاجتماعية والبيئة الشامية تحديداً.
قد يعجبك أيضا :
بدأت رحلة الراحل عام 1950 في ريف دمشق، حيث خطا أولى خطواته الفنية ممثلاً في المسرح الجامعي، لكن القدر كان يعده لمهمة أعظم – الكتابة الدرامية التي منحته مساحة واسعة لرصد قضايا المجتمع وتحولاته. وفي عام 1993، حصل على عضوية نقابة الفنانين، ليصبح اسمه مرادفاً لأسلوب يمزج البساطة بالعمق، مستنداً إلى معرفة دقيقة بالبيئة الدمشقية.
الذاكرة الشامية الحية
قد يعجبك أيضا :
ارتقى حامد بأعمال البيئة الشامية لتصبح جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة المشاهد العربي. “الخوالي” كان بمثابة إعلان ميلاد لرؤيته الإنسانية والاجتماعية في إحياء الحارات الدمشقية، ثم توالت الأعمال المؤثرة: “تمر حنة”، “ليالي الصالحية”، و”أهل الراية”، حيث نجح في دمج الحكاية الشعبية مع التحليل الاجتماعي، مقدماً شخصيات نابعة من صميم الواقع اليومي.
لكن التحفة الفنية التي خلدت اسم أحمد حامد كانت “طوق البنات”، الذي انطلق عام 2014 واستمر عبر أجزاء متعددة. هذا العمل الدرامي رسخ مكانته كعملاق في كتابة البيئة الشامية، حيث حافظ على روح المكان والزمان مع تطوير أدوات السرد لتلائم متطلبات الجمهور المعاصر.
قد يعجبك أيضا :
الوداع الأخير
سيُشيع جثمان الراحل من جامع حذيفة بن اليمان ويُوارى الثرى في مقبرة بيت سحم، بينما تُقبل التعازي يومي الجمعة والسبت الموافقين 26 و27 ديسمبر، في مشهد أخير يليق برجل قضى عمره يروي حكايات الناس ويحفظ تراث الأجداد.

