في غضون ساعات قليلة من صدور البيان السعودي المؤكد على وحدة اليمن، اشتعلت معركة إعلامية شرسة بخمسة ردود قاسية من مثقفين عرب، أخرست تماماً نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان الذي انفجر غضباً من الموقف السعودي الداعم للوحدة اليمنية.
الانفجار بدأ عندما أصدرت المملكة العربية السعودية بياناً رسمياً أكدت فيه وقوفها قيادة وحكومة وشعباً إلى جانب اليمن الموحد، مع دعم القيادة اليمنية ممثلة برئيس المجلس الرئاسي اليمني الدكتور رشاد محمد العليمي، ودعوة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى عدم التصعيد وسحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة.
قد يعجبك أيضا :
جنون ضاحي خلفان اندلع فور صدور البيان، حيث غرد قائلاً: ”لذلك لا تلام قوات الحزم في عدم الحزم…لأن راعي الدار ما عنده عزم”، في هجوم مبطن على السياسة السعودية.
الرد الأول والأقسى جاء من الشاعر والكاتب السعودي المعروف عبداللطيف عبدالله آل الشيخ، الذي فضح اللعبة قائلاً: ”حين يُقال إن «قوات الحزم تُلام على الحزم في عدم الحزم» ، فذلك ليس توصيفًا عابراً ، بل إسقاطاً مباشراً على السعودية ، و تشكيكاً صريحاً في جدية الشرعية اليمنية”.
قد يعجبك أيضا :
آل الشيخ لم يتوقف عند هذا الحد، بل كشف الهدف الحقيقي من تصريحات خلفان: “الأخطر من ذلك ، أن الخطاب نفسه يذهب في الاتجاه المقابل ليمدح قوات المجلس الانتقالي ، و يصورها كشركاء تضحيةً وطنياً ، و حماةً للموارد ، في توازنٍ مختلٍ يخدم سردية تقسيمية لا تخفى على أحد”.
الإعلامي الكويتي حامد تركي بويابس انضم للمعركة بلهجة حادة، واصفاً كتابات ضاحي خلفان بـ“ذات القُبّح اللغوي” و“إسقاط مباشر على السياسة الخارجية لـ”المملكة العربية السعودية” وإحراجها دولياً”، منهياً رده بصرخة مدوية: “اخجلوا على أنفسكم قليلاً” مكررها ثلاث مرات.
قد يعجبك أيضا :
المحلل السعودي ياسين سالم العبيدان شخّص الحالة بدقة، واصفاً ما حدث بـ“اسقاط خبيث جداً”، مؤكداً أن خلفان “استخدم لغة فيها لف ودوران محاولاً ايجاد طريقة للنقد دون محاسبته او معاتبته”، مضيفاً أن “هذه طريقته الرخيصة قديمة”.
الدكتور تاج السر عثمان، الأكاديمي السوداني، قدم أعمق تحليل نفسي للظاهرة، قائلاً: “حين ترى ضاحي خلفان خان يغرد بلا توقف، لا تبحث عن الحكمة بين السطور، ابحث عن الوجع خلف الكواليس ، فالرجل لا يغرد لأجل التغريد بل يعمل كنشرة طبية عاجلة تقول : الحالة متدهورة ، والألم يتطلب إسعافا إعلاميا وسياسيا عاجلا”.
قد يعجبك أيضا :
عثمان واصل تشخيصه بوصف أدبي لافت: “من يتتبع حالته النفسية سيجده يعيش حالة اضطراب حاد في الجهاز التغريدي و دخل مرحلة الإسهال المزمن”، مؤكداً أن خلفان “لا يشتكي لنفسه، بل يقوم بدور إنساني نبيل ، يتألم عن الآخرين”.
هذه المعركة الإعلامية تكشف عمق التوترات حول مستقبل اليمن، حيث يبدو أن البيان السعودي الداعم للوحدة اليمنية قد أثار حفيظة تيارات تدعم التقسيم، بينما وقف المثقفون العرب صفاً واحداً للدفاع عن الوحدة ضد محاولات الفتنة والتشكيك.

