كشفت موجة توقف الدراسة الأخيرة في عدة مناطق مغربية بسبب الأحوال الجوية عن حقيقة صادمة: أطفال القرى محرومون فعلياً من حقهم في التعليم عن بُعد، بينما يتمتع نظراؤهم في المدن بهذا الخيار.
هذا الكشف المؤلم جاء على لسان نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، الذي أكد أن التعليم عن بُعد مدرج ضمن خطط الإصلاح الوزارية، لكن عوائق حقيقية تحول دون تفعيله بشكل واقعي داخل المؤسسات التعليمية.
قد يعجبك أيضا :
المفارقة المرة تتجلى في أن الفكرة التي برزت بقوة خلال الظروف الاستثنائية السابقة، تصطدم اليوم بواقع مرير: غياب الوسائل التقنية الأساسية كالحواسيب وخدمة الإنترنت لدى الأساتذة والتلاميذ في المناطق النائية.
عبد الله هاني، مدير مؤسسة تعليمية عضو بجمعية مديري ومديرات التعليم الابتدائي، رسم الخط الفاصل بوضوح قاطع: المؤسسات الحضرية لا تواجه مشاكل التعلم بسبب الأحوال الجوية، عكس نظيراتها القروية المحرومة من هذا الحق.
قد يعجبك أيضا :
التحدي الأكبر يكمن في جملة من العوائق اللوجستية المعقدة:
- ضعف شبكة الإنترنت وهشاشة البنية التحتية في القرى
- الفقر والصعوبات المادية التي تمنع الأسر من توفير متطلبات التعليم الرقمي
- نقص التجهيزات التقنية اللازمة للمعلمين والطلاب
التحذير الأخطر جاء من عكوري الذي نبه إلى أن الاكتفاء بتعليق الدراسة دون بديل تعليمي يدفع الأطفال إلى الشوارع، معرضاً إياهم لمخاطر إضافية، خاصة وأن بعض الأسر تفتقر للقدرة على مراقبة أطفالها دراسياً في المنازل.
قد يعجبك أيضا :
الحل المطروح يتطلب، وفق هاني، توفير لوازم تقنية محددة وتغطية شاملة لشبكات الاتصال، إضافة إلى تعبئة موارد ضخمة – مسألة تتجاوز مجرد الرغبة لتصطدم بتكلفة الإنجاز الباهظة.
الرهان الآن على إعطاء الأولوية لتوفير الإمكانيات التقنية واللوجستية كشرط أساسي قبل المضي قدماً في تعميم هذا النمط التعليمي الحيوي.

