سبعة وعشرون يوماً من الجحيم المتواصل – هكذا يصف سكان عدن محنتهم مع أزمة الغاز المنزلي التي بلغت ذروة قاسية مع دخولها الأسبوع الرابع، تاركة أكثر من مليوني مواطن في المدينة وضواحيها أسرى لطوابير مميتة وسوق سوداء لا ترحم.
واقع مرير يجسده مشهد المحطات المحاصرة بجموع غفيرة، حيث تحولت عملية البحث عن أسطوانة واحدة إلى مغامرة قد تستمر أياماً كاملة دون نتيجة، بينما تشهد الأسعار تضخماً جنونياً يفوق القدرة الشرائية لمعظم الأسر.
قد يعجبك أيضا :
وكشفت مصادر ميدانية أن محدودية الإمدادات الواردة فاقمت من حدة الاختناقات، مما فسح المجال واسعاً أمام مضاربي السوق السوداء لاستغلال حاجة المواطنين الماسة، خاصة في ظل تراجع الدخول وانقطاع المرتبات عن شرائح واسعة من السكان.
ولم تعد المشكلة مجرد تأخير في التوريدات، بل تحولت إلى أزمة إدارية حقيقية تفضح غياب آليات الرقابة والتنظيم، حسبما أفاد متضررون أكدوا أن التوزيع يفتقر للعدالة والشفافية في الوصول إلى المناطق السكنية.
قد يعجبك أيضا :
وفي هذا السياق، عبر أحد المواطنين عن مأساة يومية بقوله: “نقف منذ الفجر ولا نعود إلا بخيبة أمل، بينما تُباع الأسطوانة في السوق السوداء بأضعاف سعرها”.
وتزامن استمرار أزمة الغاز مع تدهور خدمات أساسية أخرى، مما ضاعف الأعباء على العائلات مع قدوم الشتاء وتزايد الاعتماد على الغاز في الأنشطة المنزلية الضرورية.
قد يعجبك أيضا :
مطالب شعبية متصاعدة ترافق دخول الأزمة شهرها الثاني تقريباً، حيث يتساءل المواطنون عن الأسباب الحقيقية لاستمرارها والجهة المسؤولة عن هذا الانفلات، مطالبين بتحرك فوري ينهي معاناتهم ويعيد الاستقرار لهذه الخدمة الحيوية.

