في انقلاب استراتيجي مفاجئ، أحكم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً قبضته على محافظتي حضرموت والمهرة في الثالث من ديسمبر الجاري، مسيطراً بذلك على حقول النفط الأكثر إنتاجية في اليمن، فيما ردت السعودية بنشر 400 مدرعة جديدة لفصيل “درع الوطن” الموالي لها.
استطاعت القوات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات السيطرة على المحافظتين النفطيتين وإقصاء القوات القبلية ووحدات الجيش اليمني المحسوبة على حزب الإصلاح الإخواني والتابعة للمنطقة العسكرية الأولى، في عملية وُصفت بالانقلاب الجنوبي الناعم.
قد يعجبك أيضا :
هذه السيطرة تعني أن المجلس الانتقالي بات يهيمن على جميع أراضي دولة اليمن الجنوبي السابقة تقريباً، شاملة أثمن الحقول النفطية في البلاد. وكشف عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، عن أهدافه التوسعية، معلناً أن “تحرير صنعاء من الحوثيين يُعد هدفاً محورياً” واعتبر أن العمليات في حضرموت والمهرة تهدف لتأمين الجنوب ومنه الانطلاق نحو الشمال.
الرد السعودي الحاسم:
قد يعجبك أيضا :
- نشرت القوات السعودية حوالي 400 مدرعة جديدة في منطقة العبر بصحراء حضرموت
- تم تسليم المدرعات لفصيل “درع الوطن” الذي يضم آلاف المقاتلين السلفيين
- يشرف على الفصيل سلطان البقمي، قائد الدعم والإسناد السعودي
يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه عام 2017 إلى استعادة دولة الجنوب لحدود ما قبل 1990، ورغم مشاركته في مجلس القيادة الرئاسي، يؤكد أن هذا مجرد تكتيك لا تنازل عن مشروع الانفصال.
الدعم الإماراتي المتنامي:
قد يعجبك أيضا :
منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم عام 2015، ركزت الإمارات على بناء قوات محلية جنوبية خارج إطار الجيش اليمني، وساهمت في تأسيس وتسليح عدة قوات منها الأحزمة الأمنية وقوات الدعم والإسناد والنخب الحضرمية والشبوانية، عبر التدريب في قواعد بعدن والإمارات وإريتريا.
في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت مصادر إسرائيلية مؤخراً عن إجراء ممثلين للمجلس الانتقالي اتصالات مع مسئولين إسرائيليين، مع تعهد بالاعتراف بإسرائيل حال تحقيق الاستقلال في جنوب اليمن.
قد يعجبك أيضا :
التحديات الإقليمية:
تواجه مصر معضلة حقيقية، فهي تدرك أن أمنها القومي والاقتصادي معلق بأمن الملاحة في باب المندب، وتخشى من ظهور فاعلين غير منضبطين على السواحل الجنوبية لليمن قد يزيد مخاطر القرصنة ويرفع تكاليف التأمين.
فيما تتبع مصر سياسة “النأي بالنفس” عن التنافس الإقليمي الحاد بين السعودية والإمارات، منصباً تركيزها على استقرار الممرات المائية، خاصة مع ارتباط ذلك المباشر بأمن قناة السويس.
على بُعد آلاف الأميال، تترقب إيران المشهد معلنة رفض التقسيم، لكنها ربما ترى في تباين الموقفين الإماراتي والسعودي فرصة لتنامي دور حليفها الحوثي وترسيخ نفوذها في الممرات الملاحية.
