أصدر مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، برئاسة الدكتور محمد علي فهيم، تقريراً شاملاً يتضمن “خمس رسائل نوعية” عاجلة للمزارعين في مصر والوطن العربي، تزامناً مع دخول الثلث الأول من شهر “كيهك”، محذراً من أن شتاء هذا العام يحمل ملامح مناخية مغايرة تماماً للموسم الماضي، مما يستوجب تغيير الأنماط التقليدية في التعامل مع المحاصيل.
تغيرات الشتاء ومستقبل المحاصيل الحقلية
أكد الدكتور محمد علي فهيم في رسالته الأولى أن الشتاء الحالي يتميز ببرودة متفاوتة يُتوقع تأخر ذروتها، مع ارتفاع ملحوظ في معدلات الرطوبة وفترات برد أطول.
ووجه “فهيم” مزارعي القمح والشعير والكتان بضرورة التركيز على التسميد “عالي الفسفور” مع استخدام “سيتوكينين” بنسب منخفضة (4%)، وذلك لضمان زيادة التفريع وتقوية النمو الخضري لمواجهة البرودة المرتقبة.
أزمة “ساعات البرودة” في بساتين الفاكهة
وفيما يخص الفاكهة المتساقطة مثل (الزيتون، العنب، الخوخ، والتفاح)، كشف التقرير عن مؤشرات “متواضعة” في استيفاء احتياجات البرودة، حيث لم تتجاوز الوحدات المسجلة حتى الآن 25 وحدة بنظام (UTAH).
وحذر رئيس المركز من الاستعجال في استخدام كاسرات السكون أو تغطية العنب بالبلاستيك، مؤكداً أن الاندفاع في هذه العمليات قد يؤدي إلى انخفاض الخصوبة وضعف التلوين والتحجيم لاحقاً.
إدارة الصوب الزراعية والوقاية من “الأصداء”
شدد التقرير على أهمية الإدارة الرشيدة للزراعات تحت الأنفاق البلاستيكية (الطماطم والفلفل والكوسة)، داعياً إلى الري الصباحي الخفيف واستخدام مركبات “سيليكات البوتاسيوم” و”الطحالب” لتقوية مناعة النبات.
كما أطلق المركز “صافرة إنذار” مبكرة لمزارعي القمح، خاصة الأصناف الحساسة مثل (جميزة 11 وسدس 12)، بضرورة الفحص الدوري الدقيق لرصد أي ظهور لـ “الصدأ الأصفر”، والتدخل الفوري بالمبيدات التي تحتوي على مادة “دايفينوكونازول”.
الرطوبة العالية.. بيئة خصبة للأمراض الفطرية
واختتم فهيم رسائله بالتحذير من موجة قوية من أمراض الرطوبة العالية التي قد تضرب محاصيل البطاطس (اللفحة المتأخرة)، والبصل والثوم (اللطعة الأرجوانية)، والفراولة (العفن الرمادي والبياض الدقيقي).
وشدد على ضرورة استخدام المواد الفعالة المتخصصة مثل “أزوكسي ستروبين” و”ميتالكسيل”، مع التأكيد على الالتزام بجدول المبيدات خاصة للمحاصيل الموجهة للتصدير.
ودعا رئيس مركز معلومات تغير المناخ كافة المزارعين إلى المتابعة اليومية للنشرات الجوية وتطبيق التوصيات العلمية بدقة، لضمان عبور الموسم الشتوي بأمان وتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة في ظل التحديات المناخية الراهنة.