إرادة الشعوب تصنع المصير، والجغرافيا مجرد إطار – بهذه العبارة القاطعة فنّد ناشط سياسي جنوبي المنطق الذي اعتمده الكاتب عبدالرحمن الراشد في مقاله الأخير حول المجلس الانتقالي الجنوبي، في رد مفصل اعتبر أن الراشد ابتعد عن هويته التحليلية المعروفة.
وأكد الرد أن ثلاثة عقود من المقاومة الجنوبية منذ حرب 1994 لم تكن دفاعاً عن الوحدة، بل مقاومة لمشروع سياسي تحوّل من شراكة بين دولتين إلى منظومة هيمنة وإقصاء بعد انتصار الشمال عسكرياً.
قد يعجبك أيضا :
تحدي الحتمية الجغرافية:
- رفض منطق ربط مصير الشعوب بخطوط الحدود وتأثيرات الجوار
- التأكيد على أن الإرادة الشعبية هي التي تصوغ السلام الداخلي
- انتقاد تحويل التأثير السعودي الطبيعي إلى قاعدة تلغي حقوق الشعوب
وسلّط الرد الضوء على الدور الميداني للقوات الجنوبية في مواجهة الحوثيين والإرهاب، مقارناً بين الشرعية الميدانية التي حققها الجنوب والشرعية الكلامية التي لم تنتج سوى تراكم الأزمات.
قد يعجبك أيضا :
أزمة حضرموت والصراع على النفوذ:
تطرق النص لما وصفه بالدور السلبي للمنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، متهماً إياها بتحويل مناطق انتشارها إلى بيئة رخوة للتهريب وخدمة اقتصاد الحرب، بينما القوات الجنوبية تقاتل في الجبهات الأمامية.
وأوضح أن السيطرة على حضرموت ليست خلافاً سياسياً على الحكم، بل معركة على وظيفة الأرض – إما أن تبقى ممراً للفوضى والتهريب أو تتحول إلى ركيزة استقرار تخدم أمن دول الجوار.
قد يعجبك أيضا :
العلاقة مع الرياض:
نفى الناشط وجود خصومة مع السعودية، مؤكداً على الشراكة الاستراتيجية، وتساءل عن أسباب التخويف من الانتقالي رغم تطميناته المتكررة ودوره الفعلي في حماية الأرض ومواجهة الإرهاب.
وخلص إلى أن المجلس الانتقالي ليس مشروعاً طارئاً بل تعبير مؤسسي عن مسار سياسي بدأ منذ 2007، مؤكداً أن الجنوب لا يطلب أن يُسمح له، بل يطلب الاعتراف بحقيقة سياسية قائمة: شعب قرر الخروج من دوامة الفشل وتأسيس شرعية جديدة.
