في تطور مناخي مثير للقلق، تشهد منطقة الجنوب واليمن اليوم موجة حر استثنائية تسجل درجات حرارة قياسية تتجاوز المعدلات الطبيعية بشكل صادم. الخبراء يحذرون من تداعيات خطيرة قد تستمر لأيام قادمة، مطالبين المواطنين باتخاذ احتياطات فورية لتجنب مخاطر صحية جسيمة.
وسجلت محطات الأرصاد الجوية في المنطقة درجات حرارة وصلت إلى 48 درجة مئوية في الظل، وهي الأعلى المسجلة منذ بداية العام. د. أحمد الشهراني، خبير الأرصاد الجوية، أكد أن “هذه الموجة الحارة غير مسبوقة لهذا الوقت من العام، وتتطلب حذراً شديداً خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر”. فيما أجبرت الظروف المناخية القاسية العديد من العمال في المواقع المكشوفة على تعليق أنشطتهم لساعات الذروة.
قد يعجبك أيضا :
وتأتي هذه الموجة الحارة كنتيجة لتأثير كتلة هوائية حارة جافة قادمة من الربع الخالي، مصحوبة بانخفاض في سرعة الرياح وارتفاع نسبة الرطوبة. الخبراء يربطون هذا التطور بتغيرات مناخية إقليمية أوسع، مشيرين إلى أن المنطقة شهدت ارتفاعاً تدريجياً في متوسط درجات الحرارة خلال العقد الماضي. وحذرت هيئة الأرصاد من احتمالية استمرار هذه الظروف لمدة تتراوح بين 3-5 أيام قادمة.
وعلى الصعيد الصحي، أعلنت المستشفيات في المنطقة عن استقبال حالات متزايدة من ضربات الشمس والجفاف، خاصة بين كبار السن والأطفال. فاطمة، ممرضة في أحد مستشفيات جازان، تروي: “نستقبل يومياً عشرات الحالات، معظمها كان يمكن تجنبها لو التزم الناس بالنصائح الوقائية”. كما أثرت الحرارة العالية على أسعار المياه والمشروبات الباردة، التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في بعض المناطق النائية.
قد يعجبك أيضا :
وتدعو السلطات الصحية المواطنين إلى البقاء في أماكن مكيفة خلال ساعات الذروة (11 صباحاً – 4 عصراً)، والإكثار من شرب المياه وتجنب المجهود البدني المكثف. كما حذرت من ترك الأطفال أو الحيوانات الأليفة في السيارات المغلقة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصبح موجات الحر الاستثنائية هذه هي القاعدة الجديدة لمناخ المنطقة، أم أنها مجرد ظاهرة مؤقتة؟