
في مفاجأة غير متوقعة داخل لجان امتحانات الثانوية العامة، تفاجأ الطلاب بسؤال في اللغة العربية أثار دهشة وارتباكًا شديدًا، السؤال بسيط ظاهريًا: ما جمع كلمة بقدونس؟، لكن رغم بساطته، تسبّب في صدمة لغوية حقيقية، حيث لم يتوقع أحد أن تتحول هذه الكلمة المتداولة يوميًا إلى معضلة حقيقية في قواعد اللغة، وقد أظهرت هذه المفاجأة مدى عمق اللغة العربية وتعقيدها، فالإجابة لم تكن في حسبان أحد تقريبًا، بل وصف البعض هذا السؤال بأنه “كسر عظام لغوي”!
ما هو جمع “بقدونس”؟
رغم أن معظم الطلاب حاولوا استخدام صيغ الجمع التقليدية، إلا أن الإجابة الصحيحة والصادمة كانت “بقادين”، وهي صيغة نادرة للغاية تأتي على وزن “فعاليل”، هذا الوزن يُستخدم في حالات محددة للكلمات الأعجمية أو غير المألوفة، لذلك لا يظهر كثيرًا في المقررات الدراسية، ما جعل الطلاب يقفون مذهولين أمام هذا السؤال، حتى أن بعضهم وصف اللحظة بأنها “اللي بكّتنا كلنا”!
هل “بقدونس” كلمة عربية الأصل؟
الحقيقة أن كلمة “بقدونس” ليست عربية الأصل، بل جاءت من الكلمة اليونانية Petroselinon والتي تعني “الكرفس الحجري”، وقد دخلت اللغة العربية عبر الترجمات الطبية خلال العصر الذهبي الإسلامي، حين تُرجمت العديد من المؤلفات اليونانية إلى العربية، ومن ثم تم تعريبها لتناسب النطق العربي، فأصبحت “بقدونس”، وبهذا فهي كلمة مُعرّبة، لا تنتمي في الأصل إلى الجذر العربي.
البقدونس عبر التاريخ
لم يكن البقدونس مجرد نبات يُضاف إلى الطعام، بل حمل أبعادًا ثقافية وطبية منذ آلاف السنين، فقد استخدمه المصريون القدماء في طقوس التحنيط والتطهير، وكان الأطباء المسلمون كابن سينا يعتبرونه علاجًا لأمراض الكلى والهضم، أما في أوروبا فكان من النباتات المقدسة في بعض الثقافات.
فوائد مذهلة للبقدونس
بعيدًا عن الجدل اللغوي، يظل البقدونس كنزًا غذائيًا، فهو غني بمضادات الأكسدة، ويساعد في تنقية الكلى، يدعم المناعة، ينظم ضغط الدم، ويُحسن الهضم، لذا فإن وجوده في المطبخ لا يقل أهمية عن وجوده في الامتحانات!