
أصدرت دراسة جديدة تأكيدًا مقلقًا على أن البشر قد يطلقون كميات هائلة من غازات الاحتباس الحراري في أقل من 3 سنوات، مما يجعل تحقيق أهداف الحد من الاحتباس الحراري العالمي أمرًا شبه مستحيل. وبحسب التقرير، من المتوقع أن يُصدر المجتمع كمية كافية من ثاني أكسيد الكربون بحلول أوائل عام 2028، مما يزيد من احتمال تجاوز حد حرارة طويل الأمد محددًا. ويُقدّر العلماء أن هذا التراكم قد يؤدي إلى احتمال بنسبة 50% أو أكثر بأن تصل درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الصناعة.
أزمة مناخية تتفاقم بسرعة
قال زيك هاوسفاذر، الباحث المشارك في الدراسة، إن “الأمور لا تسوء فقط، بل تتفاقم بوتيرة أسرع من المتوقع”. وأضاف أن “الاتجاه الحالي يهدد بأهداف المناخ العالمية، حيث تشير بعض التقارير إلى بصيص أمل، لكن هذه الدراسة لا تقدم مثل هذا التفاؤل”. هذا التحذير يُعد مؤشرًا خطيرًا على أن التغيرات المناخية قد تصل إلى مستويات تؤثر على حياة البشر بشكل جذري.
تأثيرات الاحتباس الحراري على العالم
الهدف المحدد بـ 1.5 درجة مئوية، الذي وُضع لأول مرة في اتفاقية باريس لعام 2015، يُعد حجر أساس في الجهود الدولية لخفض التغيرات المناخية. لكن العلماء يؤكدون أن تجاوز هذا الحد سيؤدي إلى موجات حر شديدة، وجفاف أسوأ، وعواصف أقوى، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يهدد الدول الجزرية الصغيرة. خلال 150 عامًا، أثبت العلماء العلاقة المباشرة بين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وزيادة درجات الحرارة العالمية.
مستقبل مهدد بانبعاثات الوقود الأحفوري
الوقود الأحفوري، مثل البنزين والنفط والفحم، يُعتبر مصدرًا رئيسيًا لغازات الاحتباس الحراري. وتُظهر الدراسات أن هذه الانبعاثات تتفاقم بسرعة، مما يزيد من خطر تجاوز الحدود الحرارية المطلوبة. لذا، يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لتقليل الاعتماد على هذه المصادر والانتقال إلى طاقات نظيفة.