
بدأت مشروعات صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر في مسار جديد من الدعم الإستراتيجي، حيث وقّع بنك مصر برتوكول تعاون مع مجموعة التنمية الصناعية (IDG) لتقديم حلول تمويلية متكاملة من شأنها تعزيز قدرة هذه المشروعات على النمو وتحقيق التنمية المستدامة. هذا التعاون يُعد مبادرة تُلبي احتياجات القطاع الصناعي، الذي يُعد من الركائز الأساسية لاقتصاد مصر، ويُظهر التزام الطرفين بدعم رواد الأعمال والمستثمرين من خلال تيسير الوصول إلى التمويل اللازم وتسهيلات مُخصصة.
منظور شامل لدعم القطاع الصناعي
تُعد المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، التي تُشكل قاطرة النمو الاقتصادي، عنصرًا حيويًا في برامج التمويل التي يُطلقها بنك مصر. ومع حضور كل من سيد شادي ويليام، الرئيس التنفيذي لمجموعة IDG، وسيد عمرو دمرداش، رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك مصر، في حفل توقيع البروتوكول يوم الخميس الموافق 19 يونيو 2025، عكست هذه الفعالية تعاونًا مُستهدفًا للمساهمة في تطوير البنية التحتية الصناعية ودعم الشركات التي تُعد مصدرًا للإنتاج والتوظيف.
تمويل مُخصص لتعزيز الإنتاجية
هذا الشراكة تتيح للمستثمرين في مناطق IDG المتخصصة التسهيلات التمويلية التي تشمل شراء المعدات ورأس المال العامل. من خلال هذه الآليات، يُركز بنك مصر على تقديم خدمات مالية وخدمات غير مالية تُسهم في توسعة نطاق أعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة، مما يُمكنها من تحقيق أهدافها الاستراتيجية وتحقيق نمو مستدام. كما تُعد هذه التسهيلات مُعدة خصيصًا لقطاعات صناعية مُهمة، مثل الهندسة وتعبئة الأغذية ومواد البناء والدواء والمنسوجات.
تجسيد دور القطاع الصناعي في النمو الاقتصادي
يقول شادي ويليام: “هذه الشراكة تُشكّل خطوة إستراتيجية لـ IDG، والتي تسعى إلى تعزيز دورها كمحرك رئيسي للنمو الصناعي”. يضيف أن توفير حلول متكاملة وخدمات مُخصصة يُعزز قدرة المصنعين على المنافسة ويسهم في زيادة الإنتاجية. من جانبه، أكد عمرو دمرداش أن البنك يولي أهمية كبيرة لدعم ريادة الأعمال، حيث يُركّز على مبادرات تُمكّن الشركات من النمو وتحقيق أهدافها الاقتصادية، مما ينعكس إيجابيًا على مؤشرات الناتج المحلي والتوظيف.
تكامل بين البنوك والصناعات لتعزيز المنتج المحلي
التعاون بين بنك مصر ومجموعة IDG يُهدف إلى استغلال الطاقات الكامنة لدى الشباب وتعزيز شراكاتهم مع القطاع الصناعي. من خلال توفير تمويل مُخصص، يُساهم هذا المشروع في خفض فاتورة الاستيراد وزيادة قيمة المنتجات المحلية. كما يُسهم في دفع عجلة الإنتاج وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، مما يُعزز جهود الدولة في تطوير الصناعة وتعزيز التصنيع المحلي.
التحديات والفرص المستقبلية
رغم أن هذا البروتوكول يجسّد خطوة مُهمة، إلا أن التحديات تبقى، مثل التأكد من وصول التسهيلات إلى جميع المناطق الصناعية. ومع ذلك، فإن التزام الطرفين بتحقيق أهداف مشتركة يُظهر تفاؤلًا بمستقبل قوي للقطاع الصناعي، فضلًا عن إمكانية توسيع نطاق الشراكة لتشمل قطاعات جديدة تُساهم في تنويع الاقتصاد.
التأثير على السوق والمجتمع
من المتوقع أن يؤدي هذا التعاون إلى إنشاء فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية، مما يُعزز مكانة المشروعات الصغيرة كركيزة أساسية في النمو الاقتصادي. كما أن دعم الشركات الصناعية يُسهم في تحسين جودة المنتجات المحلية وزيادة تنافسيتها في الأسواق الإقليمية والعالمية.
خلاصة: نمو مستدام وشراكة مُستقبلية
بما أن النجاح في دعم القطاع الصناعي يتطلب تعاونًا وثيقًا بين المؤسسات المالية والمطورين الصناعيين، فإن هذه الخطوة تُعد نموذجًا يُتبع. يُتوقع أن تُحافظ هذه الشراكة على استمرارية النمو الصناعي، وتحقيق توازن بين القوة المالية والقدرة الإنتاجية، مما يُلبي احتياجات السوق ويُعزز استقرار الاقتصاد الوطني.