
هناك سؤال يُطِّل برأسه من وحي العنف الصهيوني الراهن الذي يجرى ارتكابه بحق الفلسطينيين والذي بلغ مستويات فاقت كل إدراك وخيال بشري، وهو: ما هي الجذور الفكرية والأيديولوجية التي يتأسس عليها هذا الإرهاب الصهيوني ويتغذى منها مُنتقِلاً للفعل والممارسة؟
ومن ثم ففي هذه المقالة سنجري المحاولة على تفكيك ظاهرة الإرهاب الصهيوني للوقوف على المُحدِّدات الرئيسية التي تدفع باتجاهها مُتّخذة مساراً مُتصاعداً، وهو في اعتقادنا يرتكز على ثلاثة مُحدِّدات يمكن أن نطلق عليها ثالوث الإرهاب الصهيوني، وهي: اليمين الديني الصهيوني، واليمين العلماني الصهيوني، وتيار الصهيونية المسيحية.
أولاً: اليمين الديني الصهيوني:
ويتمثل هذا التيار في الوقت الحالي في الحزب الديني القومي الصهيوني، بالإضافة لتكتلات وفصائل إرهابية أخرى ولعل أشهر قادتها في الوقت الراهن بتسلئيل سموترتش و إيتمار بن غفير وغيرهم.
وهو اليمين المتأسِّس على قراءة سياسية مؤدلجة ومتشددة للدين اليهودي، فقد تمكن ذلك الفصيل عبر تلك القراءة المنحرفة من تحويل الدين اليهودي لأيديولوجية للعنف والقتل عبر استدعاء نصوص دينية تاريخية حربية وانتزاعها من واقعها وسياقها ومن ثم إسقاطها على الواقع المعاصر.
وهو العنف الذي تمكنت من خلاله الحركة الصهيونية من تفريغ الأراضي الفلسطينية من أهلها تهجيرًا وقتلًا ومن ثم أقامت دولة الكيان الصهيوني.