أظهرت أسعار الفضة في السوق المصري ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1.5% خلال الأسبوع الماضي، على عكس التوجه العالمي الذي شهد انخفاضًا طفيفًا في سعر الأوقية بنسبة 0.8%. وفقًا لتقرير جديد صادر عن مركز الأبحاث “الملاذ الآمن”، تأثرت الأسعار العالمية بعمليات جني الأرباح بعد تجاوز مستوى المقاومة الفني البالغ 36 دولارًا للأوقية. هذا التطور يعكس تباينًا في التفاعلات بين الأسواق المحلية والعالمية، حيث تدعم الطلب الصناعي والتحوّط الاستثماري تقدم الأسعار في مصر.
تفاصيل أسعار الفضة اليوم
في ظل هذا الارتفاع، سجل جرام الفضة عيار 800 51.25 جنيهًا، بعد افتتاحه الأسبوع عند 50.50 جنيه. في المقابل، وصل سعر الأوقية العالمية إلى 35.93 دولارًا، مسجّلًا تراجعًا من 36.23 دولارًا. مع ذلك، أشار التقرير إلى أن الطلب المحلي على الفضة يشهد استقرارًا، مدعومًا بنشاط الشراء من المستثمرين والصناعيين، خاصة مع توقعات ارتفاع التضخم.
الدور البارز للطلب الصناعي
أبرز تقرير “الملاذ الآمن” أن أكثر من 80% من الطلب العالمي على الفضة يأتي من قطاعات حيوية مثل الطاقة الشمسية واستخدامها في صناعة السيارات والإلكترونيات الدقيقة. هذا الاستخدام المكثف يزيد من الضغوط على الإمدادات، مما يدعم اتجاهًا صعوديًا مستدامًا على المدى المتوسط. كما أن النمو في الطلب الصناعي يعزز من توقعات تجاوز سعر الفضة لمستويات سابقة.
أداء الفضة في 2025: توقعات متفائلة
خلال عام 2025، شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث ارتفعت بنسبة 9% في الشهر الماضي، وواردًا 13.56% خلال 3 أشهر، وقفزت 25% منذ بداية العام. منذ عام 2020، تضاعفت الأسعار بنسبة 102%. هذه الأرقام تدل على توقعات قوية من خبراء السوق، مثل توقعات بنك سيتي الذي يرى أن سعر الفضة قد يصل إلى 40 دولارًا خلال 6 إلى 12 شهرًا، مع إمكانية تجاوزه 46 دولارًا بحلول الربع الثالث من العام الجاري.
نسبة الذهب إلى الفضة: مؤشر على القيمة العادلة
في ضوء سعر الذهب الذي وصل إلى 3369 دولارًا للأوقية، بلغت نسبة الذهب إلى الفضة 93.79:1، وهو مستوى تاريخي مرتفع. هذا يشير إلى أن الفضة لا تزال أقل من قيمتها العادلة، مما يجذب المستثمرين الباحثين عن فرص تحوّط ميسرة. كما أن تباين الأسعار بين المعدنين قد يفتح المجال لاستراتيجيات استثمارية مبتكرة.
الفضة كخيار استثماري في ظل التقلبات الاقتصادية
في ظل الترقب العالمي لقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وارتفاع التوترات الجيوسياسية، تبرز الفضة كخيار آمن للحفاظ على الثروات. تؤثر التقلبات الاقتصادية على قرارات المستثمرين، لكن النمو في الطلب الصناعي يعزز من ثقة السوق في مستقبل الفضة. في هذا المشهد الضبابي، تُظهر الفضة قدرة على الاحتفاظ بقيمتها، مما يجعلها ملاذًا للسيولة في ظل الظروف غير المستقرة.