“فيتش: ارتفاع النفط يعزز اقتصادات الخليج، لكن حرب إسرائيل وإيران تهدد أكثر” فيتش, النفط, اقتصادات الخليج, حرب إسرائيل وإيران, الأضرار

“فيتش: ارتفاع النفط يعزز اقتصادات الخليج، لكن حرب إسرائيل وإيران تهدد أكثر”  
فيتش, النفط, اقتصادات الخليج, حرب إسرائيل وإيران, الأضرار

تُعد الصراعات الجيوسياسية والتحولات الاقتصادية من العوامل الرئيسية التي تؤثر على مستقبل الدول في منطقة الخليج العربي، حيث تشهد حاليًا تغيرات ملحوظة في مجالات الاستثمار، والطاقة، والنقل الجوي. وفقًا لتحليلات وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، فإن ارتفاع أسعار النفط يعود بفوائد على اقتصادات دول الخليج، لكن الأضرار الناتجة عن اتساع نطاق الحرب بين إيران وإسرائيل قد تتجاوز هذه المكاسب. في هذا السياق، تُظهر البيانات أن حيازة السعودية من سندات الخزانة الأمريكية ترتفع بنحو 2.2 مليار دولار في أبريل، مما يعكس استمرارها في الحفاظ على مركزها الـ17 ضمن كبار حاملي السندات الأمريكية. كما تُعد الاستثمارات في المرافق العقارية والتصنيع من الركائز الجديدة التي تعمل على تعزيز النمو الاقتصادي في المملكة.

التحديات الاقتصادية والاستثمار في قطاع الإنشاءات

رغم التطورات الملحوظة في قطاع الإنشاءات السعودي، الذي ينمو بنسبة 5% سنويًا، فإن هناك تحديات كبيرة تواجهه، منها مشاكل التمويل وتكاليف الاستيراد. وتُقدر قيمة سوق البناء والتشييد في السعودية بنحو 74.11 مليار دولار في عام 2025، مقارنة بـ70.33 مليار دولار في عام 2024. وتهدف هذه التحديات إلى مناقشة الجوانب المتعلقة بتوسيع المشروعات وتحسين البنية التحتية، كما تُشير التوقعات إلى أن السوق سيصل إلى 342.2 مليار ريال بحلول عام 2029، و361 مليار ريال بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 5.37%. وتعتبر هذه التوقعات محفزًا لشركات البناء والمقاولات، التي تعمل على تنفيذ مشروعات ضخمة ضمن رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي في هذا القطاع.

التأثيرات الجيوسياسية على أسعار النفط والبنية التحتية

في ظل التوترات القائمة بين إيران وإسرائيل، ت прогноз سيتي جروب أن يرتفع سعر النفط إلى 90 دولارًا للبرميل إذا أُغلق مضيق هرمز، وهو شريان الطاقة الحيوي والذي يشهد تدفقات تجارية تصل إلى 110 سفن يوميًا. ومع ذلك، ترى فيتش أن اتساع نطاق الصراع أو إغلاق المضيق مستبعدان في الوقت الحالي، إذ أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية قد ضعفت قدرة إيران على الرد من خلال حلفائها في غزة ولبنان. من جهته، يؤكد الرئيس التنفيذي لـروسنفت أن قرار أوبك+ بزيادة الإنتاج كان حكيمًا، ويُعزى إلى قلق السوق من التقلبات الجيوسياسية، حيث تخطط الشركة لـ2025 على أساس سعر نفط 45 دولارًا للبرميل، وتشير توقعاتها لعام 2026 إلى تراوح بين 42 و43 دولارًا، مع مراعاة مصالح المستهلكين.

استثمارات جديدة ومشاريع ضخمة في السعودية

يُعد السيادي السعودي من أبرز الجهات التي تطلق مشاريع استثمارية ضخمة، حيث أطلق شركة لبناء وتشغيل مرافق إكسبو 2030 الرياض، الذي يغطي مساحة تصل إلى 6 ملايين متر مربع شمال الرياض، ويُعتبر أحد أكبر مواقع الإكسبو في التاريخ. وتتوقع هذه المشروعات أن تساهم في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 241 مليار ريال خلال مراحل البناء، وتساهم في إنشاء 171 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة. كما أن شركة الجازع للمقاولات تؤكد أن التقنيات الحديثة والخطط الإشرافية الجديدة تساهم في تطوير جودة المشروعات، مما يُعزز من مكانة السوق.

تطورات في التمويل والبنوك الإقليمية

تُظهر التقارير أن شركات مثل السيادي تزيد من استثماراتها في مجالات تتطلب تمويلًا مستدامًا، مثل مشاريع إكسبو 2030 الرياض، حيث تخطط لعقد شراكات مع القطاع الخاص المحلي والدولي. كما أن شركة إمداد للخدمات المساندة التابعة لـصدق حصلت على تمويل بقيمة 10 ملايين ريال من بنك التنمية الاجتماعية، لتوفير موارد لتوسعاتها المستقبلية. أما في مجال البنوك، فتُظهر التقارير أن التجارة السعودية تُحسن من أدائها في السوق، حيث تُحافظ على مكانتها في قائمة حاملي السندات الأمريكية، وتُظهر توزيعًا لاستثماراتها بواقع 79% في سندات طويلة الأجل و21% في سندات قصيرة الأجل.

تأثيرات التوترات على أسواق الطيران والتجارة

في ظل التوترات الجيوسياسية، أعلنت شركات طيران مثل أمريكان إيرلاينز غروب ويونايتد إيرلاينز هولدينغز عن تعليق رحلاتها إلى دول مثل قطر والإمارات، خوفًا على سلامة الركاب. وتُعد هذه الخطوة استجابة للتحذيرات التي أصدرتها السفارة الأمريكية في قطر، والمتعلقة بزيادة المخاطر الأمنية. من جهته، يؤكد وزير النقل السعودي صالح الجاسر أن رحلات مباشرة بين السعودية وروسيا ستنطلق قريبًا، مع تطور قطاع الطيران والنقل اللوجستي بشكل كبير. وتشهد المملكة نموًا ملحوظًا في عدد الرحلات والوجهات، مما يعكس قدرة قطاع الطيران على التكيف مع التحديات.

أزمات الطاقة وتصاعد الصراعات

تحاول إيران تسريع تصدير النفط عبر موانئها لضمان استمرار إيراداتها، بينما تشير تقارير إلى أن هناك خطوات لتصنيع ناقلات بديلة قد تؤدي إلى تأثيرات على أسعار النفط. في المقابل، يؤكد سيتي جروب أن أوبك+ قادر على تعويض أي نقص في إنتاج إيران، بفضل فائض الطاقة الإنتاجية البالغ 5.7 مليون برميل يوميًا. كما أن أسعار ناقلات النفط ترتفع بنسبة 138% بسبب تجنب المستثمرين مضيق هرمز، مما يعكس ارتفاع التكاليف المرتبطة بالشحن البديل. من ناحية أخرى، تُظهر تقارير أن ترامب انتقد بشكل علني مشاريع مثل سد النهضة في إثيوبيا، مؤكدة أن الولايات المتحدة “مولت بشكل غبي” المشروع، مما أدى إلى أزمة بين مصر وإثيوبيا.

تطورات في السوق المالية ودعم الإصلاحات الضريبية

تُظهر التقارير أن طلعت مصطفى في مصر تُكرم من قبل وزارة المالية المصرية لمساهمته في تحديث المنظومة الضريبية، بينما تسعى شركات مثل ميتسوبيشي للاستثمار في الطاقة الشمسية في أمريكا بقيمة 3.9 مليار دولار، عبر وحدتها التابعة نيكسامب. وفي باكستان، ترتفع أسعار السكر من أدنى مستوى في 4 أعوام، وسط خطط لاستيراد 250 ألف طن من السكر الخام لتعويض تراجع الإنتاج. من ناحية أخرى، تراجع صادرات الصين من المغناطيسات النادرة خاصة إلى أمريكا، بعد قيود على التصدير، مما يعكس تصاعد الحرب التجارية بين البلدين.

تأثيرات التوترات على العقوبات والاقتصاد العالمي

في ظل الضغوط المتزايدة على إيران، تُظهر تقارير أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية شن ضربات محتملة، بينما تسعى دول الخليج لتفادي أي تأثيرات سلبية على اقتصاداتها. من جهته، تُقدم سويسرا خطوة تخفيف العقوبات على سوريا، لدعم تعافي اقتصادها وتعزيز الانتقال السياسي. أما في مجال الطيران، فتسعى يونايتد لاستئناف رحلاتها إلى دبي عند استقرار الوضع، بينما تُخطط أمريكان إيرلاينز لSuspension رحلاتها إلى الدوحة حتى 22 يونيو، مما يعكس تأثير التوترات على المطارات والبنية التحتية.

قطاعات جديدة وتقنيات مبتكرة

في مجال التكنولوجيا، تدخل شركة هيوماين للذكاء الاصطناعي مجال الإعلانات والألعاب، حيث تقدم قسمًا جديدًا يُعرف بـهيوماين كرييت الذي يعتمد على برمجيات توليدية لإنتاج الوسائط. من ناحية أخرى، تسعى ميتسوبيشي للحصول على موارد حوسبية من لوما إيه آي، مما يعكس توجهات السوق نحو الاستدامة والتقنيات المبتكرة. كما أن التجارة السعودية تُظهر تطورًا في مجال البناء العقاري، مع استحواذ سدكو كابيتال ريت على مشروع بقيمة 650 مليون ريال، مما يُعزز من عوائده الاستثمارية في هذا القطاع.

توقعات اقتصادية وتحديات مستقبلية

يؤكد خبراء مثل جيه بي مورجان أن الحرب الإيرانية-الإسرائيلية قد تؤدي إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل إلى 2%، ورفع عجز الموازنة إلى 6.2%. كما أن التضخم قد يدفع البنك المركزي الإسرائيلي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة حتى نوفمبر 2025، مما يعكس التأثيرات المباشرة على الاقتصاد. من ناحية أخرى، تُشير التوقعات إلى أن أسعار النفط ستظل مستقرة حول 5 إلى 10 دولارات، حتى في حالة تأثر الإنتاج الإيراني بعوامل خارجية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *