
تواجه السوق المالية السعودية تغيرات كبيرة في ظل الأوضاع الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تؤثر التوترات بين إيران وإسرائيل بشكل مباشر على تداولات الأسهم وحركة الطرح العام. تشهد الصحف والمواقع الإخبارية تغطية واسعة لتطورات السوق، مع تركيز خاص على تأثير الأحداث على الاستثمار وحركة الموارد. في هذا السياق، تنشر “نشرة إيكونومي بلس” باقة من الأخبار الاقتصادية التي تبرز التحديات والفرص المتاحة في ظل الظروف الراهنة.
تأثير الحرب على سهم “طيران ناس” في أول تداولاته
في أول تداولاته بالسوق السعودية الرئيسية، شهد سهم “طيران ناس” تقلبات حادة، حيث انخفض بنسبة تجاوزت 12.5% في بداية الجلسة ليصل إلى 70 ريالًا، مقارنة بسعر الإدراج البالغ 80 ريالًا. على الرغم من أن السهم استعاد بعض خسائره لاحقًا، إلا أن التراجع في نهاية الجلسة تجاوز 3% ليغلق عند 77.3 ريالًا، مصحوبًا بتداولات بلغت قيمتها ملياري ريال. يُعزى هذا التأثر إلى الأوضاع الجيوسياسية التي تشهد تصاعدًا في التوترات بين إيران وإسرائيل، ما أدى إلى تراجع مؤشر السوق السعودي الذي أغلق عند 10591 نقطة، وهو أدنى إغلاق منذ أكتوبر 2023.
أحدث التطورات في السوق السعودي: انخفاضات وتكهنات
انخفض مؤشر السوق السعودي بنسبة 1.2% خلال جلسة يوم الأربعاء، مما يعكس ضغوطًا كبيرة على ثقة المستثمرين. ومن بين القطاعات التي شهدت خسائر، يتصدر قطاع المواد الأساسية خسائره، بينما تراجعت قطاعات الاتصالات والبنوك والطاقة بشكل محدود. في هذه الفترة، تم تسجيل 231 سهمًا خاسرة، بينما تبقى المكاسب محدودة في 18 سهمًا، من بينها “بان” الذي ارتفع بنسبة 1.6%. كما تضمن التقرير الأسبوعي لعمليات نقاط البيع، الذي أصدره البنك المركزي السعودي، انخفاضًا في مبيعات نقاط البيع الأسبوع الماضي لتصل إلى 11.1 مليار ريال، مقارنة بـ14.1 مليار ريال في الأسبوع السابق.
فرص استثمارية متزايدة في السوق السعودية
مع تزايد الاهتمام من الشركات الإيطالية بالسوق السعودي، تظهر مبادرات استثمارية جديدة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية. وبحسب كارلو بالدوتشي، السفير الإيطالي في الرياض، فإن السعودية أصبحت منصة جذابة للشركات الإيطالية التي تسعى لتوسيع نطاق أعمالها في دول الخليج. كما أشار إلى أن عددا من الشركات الإيطالية نقلت مقارها الرئيسية إلى الرياض، بينما تخطط أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة. تؤكد هذه التطورات أهمية الأسواق الناشئة في استقطاب الاستثمارات الدولية، وتعكس توجهات جديدة للتعاون بين المملكة والدول الأوروبية.
توقعات السوق: استحواذات ومشاريع جديدة
أظهرت جهود استحواذ مجموعة “السليمان” على شركة تأجير للتمويل اتجاهًا استراتيجيًا لدخول قطاع الخدمات المالية، الذي يُعد من أسرع القطاعات نموًا في المملكة. وبحسب رئيسها التنفيذي، “سaudi السليمان”، فإن الهدف من هذه الصفقة هو بناء منصة تمويلية حديثة تقدم حلولًا ذكية وسهلة الوصول للمواطنين ورواد الأعمال. كما أعلنت شركة “روشن” عن إطلاق مشروع “الدانة” في الظهران، الذي سيقدم 1000 وحدة سكنية ضمن مجتمع متكامل يضم أكثر من 2000 وحدة، مع تركيز على التصميمات العصرية وتقنيات كفاءة الطاقة.
تأثير الحرب على سوق النفط والشحن البحري
تتصاعد التوترات في منطقة الخليج العربي، مما أدى إلى زيادة تكاليف تأمين السفن في الشرق الأوسط. شركة “مارش ماكلينان”، أكبر وسيط تأمين في العالم، أفادت أن شركات التأمين بدأت بفرض رسوم بنسبة 0.2% من قيمة السفينة على الرحلات إلى الخليج العربي، مقارنة بنسبة 0.125% قبل الحرب. هذا التغير يعكس مخاوف المستثمرين من تأثير الصراع على تدفق النفط، خاصة مع ارتفاع صادرات إيران، التي تشير بيانات “تانكر تراكرز دوت كوم” إلى أنها تضاعفت بنسبة 44% منذ 13 يونيو، مما يُعد مؤشرًا على توتر الإمدادات.
توقعات الفيدرالي الأمريكي: الإبقاء على الفائدة
في ظل توترات السوق العالمية، قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير للمرة الرابعة، مما يمنحه مرونة أكبر لتقييم تأثير سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاقتصاد. وصرح جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، أن حالة عدم اليقين تراجعت بعض الشيء، لكنها ما زالت مرتفعة، مشيرًا إلى أن مؤشرات النشاط الاقتصادي ما زالت قوية، مع استقرار معدل البطالة. هذا القرار يُعزى إلى مخاوف من تأثير التعريفات الجمركية على التضخم، حيث أكد باول أن هذه التعريفات قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار لفترة أطول.
تطورات في قطاع التمويل والخدمات اللوجستية
أعلنت شركة “JD Logistics” الصينية عن دخولها إلى السوق السعودية، حيث دشنت مركزًا لعملياتها في الرياض بعد الحصول على التراخيص اللازمة. وتهدف الشركة إلى تقديم حلول لوجستية متكاملة، مع خيارات توصيل عاجلة ومخصصة. كما تخطط “سايبكس” الإماراتية للملاعب الرياضية لدراسة إنشاء مصنع في السعودية، في ظل ارتفاع الحاجة إلى مشاريع رياضية كبيرة. هذه الخطوات تعكس اهتمام الشركات العالمية بالسوق السعودي، الذي يُعد من أبرز الأسواق الناشئة في المنطقة.
تداعيات الحرب على حركة السفر في الأردن
أدت التوترات الجيوسياسية إلى تأثير كبير على حركة الطيران في الأردن، حيث أفاد هيثم مستو، رئيس مجلس مفوضي هيئة الطيران المدني الأردنية، بتراجع أعداد المسافرين بنسبة 48% وعدد الطائرات بنسبة 43% منذ بدء الحرب. كما سجلت شركات الطيران الدولية تأجيلًا في رحلاتها إلى الأردن، مما اقتصر على شركة “الملكية الأردنية” التي تعمل بشكل كامل، مع تبني علاقات تعاون مع الدول المجاورة لضمان سلامة الرحلات.
توقعات في قطاع صناعة الصلب
أعلن عن صفقة استحواذ ضخمة، حيث تخطط شركة “نيبون” اليابانية للاستحواذ على شركة صناعة الصلب الأمريكية بمبلغ 14.1 مليار دولار، مما يشكل ثاني أكبر شركة صناعة الصلب في العالم. هذه الصفقة تُعد نجاحًا كبيرًا لنيبون ستيل، التي تسعى لاستغلال الفرص في السوق الأمريكي، مع تجنب الضرائب الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب. كما أظهرت شركة “ميتا” اهتمامًا واسعًا بتوظيف خبراء الذكاء الاصطناعي، حيث عرضت مكافآت تتخطى 100 مليون دولار لانضمام موظفي “أوبن أيه آي” إليها.
فرصة استثمارية كبيرة في قطاع الطيران
تظهر مبيعات الطيران في السعودية تطورات ملحوظة، حيث وصلت إلى 7.6 مليار ريال في عام 2024، مع ارتفاع بنسبة 19%، مما يعكس نموًا قويًا في قطاع الطيران. كما أعلنت “طيران ناس” عن طرح 51.3 مليون سهم للاكتتاب العام، بقيمة تصل إلى 4.1 مليار ريال، مما يجعلها من بين أكبر الطرحات في تاريخ السوق. تهدف الشركة إلى استخدام جزء من هذا الطرح لتوسيع أسطولها من خلال شراء طائرات جديدة، مع استمرارها في مساعدة المستهلكين عبر خدمات الحجز الإلكتروني.
توقعات مستقبلية: التحديات والفرص
مع التوترات الجيوسياسية المتزايدة، تصبح التوقعات المستقبلية في السوق السعودية أكثر تعقيدًا. تشير التحليلات إلى أن استمرار الصراع بين إيران وإسرائيل قد يؤثر على أسعار النفط، مما يرفع تكاليف الشحن والتأمين. وفي المقابل، تبرز فرص الاستثمار في قطاعات مثل الطيران والخدمات اللوجستية، حيث تسعى الشركات العالمية إلى الدخول إلى السوق السعودي عبر مشاريع جديدة وتوسعات مخطط لها. هذه التفاعلات تجعل السوق السعودي ميدانًا للتحديات والفرص، حيث تسعى الشركات إلى التكيف مع الظروف الراهنة.
خلاصة: تطلعات السوق نحو المستقبل
في ظل الظروف الجيوسياسية الصعبة، تبقى السوق المالية السعودية قادرة على استيعاب التحديات، مع استمرارها في جذب الاستثمارات الدولية. من المتوقع أن تشهد السوق تطورات جديدة في قطاعات الطيران، والخدمات اللوجستية، والصناعة، مع متابعة مستمرة لمؤشرات الاقتصاد وحركة النفط. كما أن التوقعات بتحسن الوضع الاقتصادي في المستقبل تبقى محفزًا للمستثمرين، الذين يسعون إلى تحقيق عوائد مستدامة في ظل التوترات الحالية.
توقعات السوق السعودية: تباين درجات الأداء والفرص
تأثير التوترات على أسواق الأسهم والتجارة
تواجه الأسواق المالية السعودية أوضاعًا صعبة نتيجة التوترات الجيوسياسية، حيث تؤثر الحرب بين إيران وإسرائيل بشكل مباشر على تداولات الأسهم وثقة المستثمرين. في هذه الفترة، شهدت السوق تقلبات حادة، خاصة في سهم “طيران ناس”، الذي سجل أول تعاملاته بعد الإدراج بانخفاض كبير. لكن مع مرور الوقت، تمكن السهم من تعديل أوضاعه، مما يعكس توقعات بأن السوق قد يمر بفترة تهدئة.
تطورات في قطاع الطيران: استثمارات وتوسعات
من بين الشركات التي تسعى لتوسيع نطاق أعمالها، تظهر شركة “طيران ناس” كمثال واضح على قدرة السوق على استيعاب المبادرات الجديدة. مع ارتفاع مبيعاتها، وتحقيق أرباح قياسية، تُظهر الشركة قدرة على التكيف مع الظروف الاقتصادية. كما أن عرضها لـ 51.3 مليون سهم للاكتتاب العام يعكس تحفيزًا كبيرًا من الإدارة، مع التركيز على تطوير الأسطول وزيادة الطاقة الإنتاجية.
تأثير الحرب على حركة الملاحة البحرية
مع تصاعد التوترات في المنطقة، تؤثر الحرب على حركة الملاحة البحرية، حيث زادت تكاليف تأمين السفن، تماشيًا مع تغيرات في الأوضاع الأمنية. هذا الارتفاع في التكاليف يعكس مخاوف المستثمرين، لكنه لا يزال محدودًا نسبيًا مقارنة بتكاليف الشحن العامة. كما أن رصد حركة الشحنات من إيران وضعف ارتفاع صادراتها يدل على توترات مستمرة في سوق النفط.
توقعات الفيدرالي الأمريكي: استقرار في السياسة النقدية
في ظل التوترات الجيوسياسية، يُحافظ الفيدرالي الأمريكي على سعر الفائدة دون تغيير، مع الاعتماد على مؤشرات اقتصادية مطمئنة. هذا القرار يعكس حرص البنك على استمرار نمو الاقتصاد، مع مراقبة تأثيرات التعريفات الجمركية على التضخم. كما أن تصريحات جيروم باول تشير إلى أن التوقعات تبقى مستقرة، مع توقعات بزيادة الأسعار بسبب التعريفات، لكنها ستستمر في التحكم في التضخم.
توقعات في قطاع الأسطول: اتجاهات جديدة في السوق
مع تطوير أسطول “طيران ناس” من خلال الطرح العام، تظهر اتجاهات جديدة في السوق، حيث تسعى الشركات إلى تطوير قدراتها. من المتوقع أن تحقق هذه الطرحات نتائج إيجابية، خاصة مع زيادة حجم المبيعات وتحقيق أرباح قياسية. كما أن الاهتمام من الشركات الإيطالية والصينية يعكس توجهًا للاستثمار في السوق السعودي،